هل الأعمى يرى ويشاهد أحلامه ؟ الكلام في هذه المسألة يختلف ؛ فمن ولد مبصرا ، ثم فقد بصره في إحدى مراحله العمرية فسيرى في المنام بوضوح كل ما كان يبصره في السابق. أما الأشخاص ، أو الأشياء ، التي يتعرف عليها بعد فقده لبصره ، فإنه لا يراها ؛ كمن ولد وهو غير مبصر، لكن أحيانا يوجد لدى بعض الأشخاص خيال قوي ، يستطيع معه أن يرسم صورة لمن يتحدث أمامه ، أو صورة لما يحيط به ؛ ومن ثم يراها في المنام بنفس الصورة التي رسمها في خياله ، ومن الملحوظ هنا ، اختلاف درجة الرؤية ، قوة وضعفا ، حسب درجة التخيل لها في الواقع. وأما الألوان ، فإنه سيرى كل ما تمكن من الاحتفاظ به منها في ذاكرته، وإذا ما قدر له ونساها ، فلن يتمكن من رؤيتها ، ويعتمد ذلك على عمر الشخص ، وأهمية تلك الألوان بالنسبة له ، ودقة ملحوظاته ، والأحداث المرتبطة بتلك الألوان ، وقوة ذاكرته ، ويندرج ذلك كله على من كان لديه بقايا منذ الولادة ، ثم فقدها فيما بعد . أما الإنسان الذي ولد بكف بصر كلي ، فإنه لا يتمكن من الرؤيا أثناء المنام أبدا ، ويعتمد في رؤياه على إحساسه ، وعلى الأصوات المحيطة به . ويوجد بعض الحالات التي تسمع أصواتا في المنام لا تعلم كنهها ، ترشدها لما تحب التعرف عليه وصدق الله القائل في كتابة الكريم : ( وما يستوي الأعمي والبصير (19))(فاطر : 19).* هذه المقالة منقولة من موقع الدكتور الشيخ فهد بن سعود العصيمي *