فالصحيح :ما كان من اللوح المحفوظ وهو الذي تترتب عليه الأحكام.القسم الثاني : الفاسد :الذي لا حكم له . وهو خمسة أقسام :الأول : حديث النفس : وهو أن يحدث الإنسان نفسه في اليقظة شيئًا ، فيراه في المنام . وآذلك العادة .قال المصنف : إنما ابتدأت بذآر الفاسد لقلته. فإذا ُعرف علم أن ما سواه هو الصحيح. وقد ذآر جماعة أن الفاسد هذه الأقسام وزادوا عليها : ال َّس َحرة ، وبعث الشياطين ، ونحو ذلك. وليس بصحيح .والذي ذآرته غير مختلف فيه . وفي معرفته آفاية .قال المصنف : آل واحد من الأقسام الفاسدة إذا رؤي مع زيادة ؛ فإن آانت الزيادة من جنس الفاسد فلا حكم لها ، وإن آانت من غير جنسه فاترك الفاسد وتكلم في الزيادة .القسم الثاني : يكون من ًغًلبة الدم. وهو أن يرى الحمرة الكثيرة ، أو الأشياء المضحكة ، أو الملهية .القسم الثالث : يكون من غلبه الصفراء . آمن يرى شيئًا أصفر آثيرًا ، أو شموسًا ، أو نيرانًا ، ولا يعقل شيئًا.القسم الرابع : وأما ما يكون من غلبة السوداء . آمن يرى آثرة الدخاخين ، أو ال ُخ َسف ، أو سواد ، أو نحو ذلك .القسم الخامس : يكون من غلبة البلغم . آمن يرى أمطارًا ، أو غيومًا ، أو مياهًا ، أو بياضًا ، ونحو ذلك ولا يعقل شيئًا . يقصد المصنف الرؤيا التي تكون وحًيا من االله عز وجل ؛ إذ أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة لقول النبي صلى االله عليه وسلم : – فيما أخرجه البخاري – ” الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جز ًء من النبوة ” ، ولقوله صلى االله عليه وسلم : ” لم يبق إلا المبشرات ” أي الرؤى الصالحة “. نفي المصنف صحة ذلك يستدعي النظر إذ أن الصواب أن الرؤيا التي تكون بعًثا من السحرة ، أو رؤيا شيطان لا حكم لها لكذبها ، ولأنها في الأصل تكون لتخويف الرائي وتقنيطه وحثه على الشر والفساد ، لذا وجب إلحاقها بالقسم الفاسد.إذ يمكن للرائي أن يرى جزًء صالًحا ثم تدخل عليه أضغاث الأحلام ، أو يتلاعب الشيطان به في بقية الرؤيا لإفسادها عليه ، فحينئذ ينبغي تأويل الجانب الصالح للتأويل فقط ، مع الانتباه إلى وجوب عدم التسرع في الجزم بكون الرؤيا فاسدة المعنى والرموز لعدم العلم بمعانيها آما فعل خلصاء العزيز في قصة يوسف عليه السلام عندما قالوا : وكانت الرؤيا صالحة المعاني ، وشاء االله تحققها. كتاب تفسير الاحلام – البدر المنير في علم التعبير – لامام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي