رؤيا النصارى وأما النصارى فإنها تؤول على أوجه: فمن رأى أنه صار نصرانياً فإنه يدل على كونه في الضلالة وطريق البدعة وعدم اعتقاده في دين الإسلام. ومن رأى: نصرانياً فإنه يظفر على خصمه إن كان له مع أحد خصومة لأن النصراني مشتق من النصرة. ومن رأى: نصرانياً صار مسلماً فإنه يسلم سريعاً أو يموت عاجلاً. ومن رأى: أن قيامه وقعوده مع النصارى فإنه يكون محباً لهم ويميل إليهم كل الميل. وقيل من رأى نصرانياً وكان في حرب فإنه ينتصر. ومن رأى: أن نصرانياً قد تغير عن ملته إلى ملة أخرى فإنه يؤول بعدم سلوكه في طريق ملته كما ينبغي. ومن رأى: أن نصرانياً فعل شيئاً لا يجوز في ملة الإسلام مثل صعوده منارة أو منبراً أو ما أشبه ذلك فيدل على حصول مصيبة له وتولية من ليس له دين في هذا المكان حاكماً وظهور بدعة هناك واستحقار أهله بدين الإسلام. ومن رأى: نصرانياً دخل الحرم فإنه يسلم ويأمن مما يخاف ويحذر. ومن رأى: كأنه صار نصرانياً فإنه يرث خاله أو خالته إن كان من أهل الصلاح، وإن كان من أهل الفساد فإنه يؤول بكفره بنعم الله تعالى، وربما يصفه بما هو عنه متنزه متقدس. وقيل من رأى أنه صار نصرانياً وقدامه ما يؤكل ولم يأكل منه فإنه يدل على أنه مرتكب فواحش غير راض بقسمة الله له. وأما الفرنج فإنهم يؤولون بالفرج والنصرة أيضاً لمن رآهم. ومن رأى: أنه صار إفرنجياً فإنه يرتكب البدع ويزيد في طغيانه لأنهم من أهل الحرب والطغيان والجهل. وأما الأرمن فتعبيرهم في جميع أحوالهم كما تقدم في النصارى ولكن فيهم زيادة لمن رأى أنه صار أرمينياً بسوء الخلق. وأما الرهبان، فمن رأى أنه صار راهباً فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " الآية. وربما دلت رؤياه على ارتكاب ما لا يجوز له واستمراره عليه. ومن رأى: أنه صار راهباً وكان من الثقات فإنه يؤول بكثرة الخشوع والخوف من الله تعالى لقوله عز وجل " واضمم إليك جناحك من الرهب " وهو الخوف. وقيل رؤيا الراهب تؤول برجل مكار خداع مبتدع.