رؤيا المشي وأما المشي وسلوك الطريق، فمن رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويداً رويداً فإنه عز وشرف. ومن رأى: أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً أو إن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل، وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله. ومن رأى: أنه يمشي في طريق قاصداً مجتهداً فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الإسلام، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا. ومن رأى: أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعد ما ضل أصاب صلاح نفسه، وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه. ومن رأى: أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه. ومن رأى: أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره فإن انفتح له الطريق أصاب رشدا ونال طلبه. ومن رأى: أنه سلك طريقاً مظلماً فإنه ضلالة في دينه. ومن رأى: أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى. ومن رأى: أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين. ومن رأى: أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ممن يتعين في وجهه فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة. ومن رأى: أن أحداً استدله من الطريق المستقيم إلى غيره، فإن كان له على أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المعصية والخطأ. ومن رأى: أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية. ومن رأى: طريقاً متشعباً وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له. ومن رأى: أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه. ومن رأى: أنه كان سالكاً في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه. ومن رأى: أنه سلك في طريق ورأى إمرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته. ومن رأى: أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغروراً في شغله. ومن رأى: أنه أضل رجلاً طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى " وقد خاب من دساها ". وقيل من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتقرب. وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضع له ما أشكل عليه، وأنشد بعضهم في المعنى شعرا: إن الغريب كأنه في ظلمة ... إن لم يقده قائد لم يهتد وبالمجمل فإن رؤيا الطريق يؤول على خمسة أوجه: دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة.