رؤيا الفيل وأما الفيل فإنه يؤول على أوجه: فمن رأى أنه راكب فيلاً ليلاً فإنه يتزوج امرأة، وإن ركبه نهاراً فبضد ذلك أو يبيع جاريته. ومن رأى: أنه حمل فيلاً فإنه يؤول بالعز. ومن رأى: أنه قتل فيلاً فإنه يؤول بقتل ملك على يديه أو بواسطته أو فتح حصار. ومن رأى: فيلاً ووضع رجله على رأسه فقتله فإنه يدل على سوء حاله. ومن رأى: أنه راكب على فيل برأسين فإنه يدل على بعده من خدمة سلطان ذلك المكان إلى خدمة سلطان آخر. ومن رأى: أنه راكب فيلاً في الحرب فإنه يدل على قهر عدو ضخم وقيل يقهر العدو وهذا القول دليل على قصة أصحاب الفيل. ومن رأى: أنه وقع عن ظهر الفيل فإنه يقع في بلاء وعناء. ومن رأى: أن الفيل وقع في الحرب ثم مات فإنه يدل على هلاك سلطان ذلك المكان. ومن رأى: أنه راكب على فيل عريان لأجل التفرج فإنه ينكح إمرأة أعجمية بمهر وتكون قادرة عليه، وإن رأى بخلاف ذلك فيكون ذلك قادرا عليها. ومن رأى: أن الفيل قد رماه تحت رجليه فإنه يدل على جور السلطان وغضبه عليه، وقيل الفيل رجل ملعون لأنه من الممسوخات. ومن رأى: أنه راكب فيلاً فإنه منحرف عن الحق لأنه ليس من مراكب المسلمين وقيل إنه شهرة سيئة لأن راكبه يرى حقيراً. وقيل من رأى أنه راكب فيلاً فإنه يرتكب معصية عظيمة حتى أنه لا يقدر على الخلاص منها لكون راكب الفيل لا يتمكن من النزول عنه إلا يجهد عظيم بأسباب توصله إلى ذلك، وإن لم يجد الأسباب فلا يستطيع النزول عنه. وقيل رؤيا الفيل تؤول بالهم والغم لأنه لا يحل ولا يؤكل لحمه. وقيل رؤيا الفيل المركوب إذا كان على ظهره برق وطبل وجيء به إلى الرائي من غير مخالطته ولا التقرب إليه فإنه حصول عز، وقيل إن إبراهيم الساماني كان قد رأى في منامه أيام محاربة عمرو بن الليث كأن له فيلاً أعور فقيل له انك تغلب لقوله تعالى " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " وقتال الفيلين دليل على قتال ملكين ضخمين أعجمين. ومن رأى: أنه راكب على فيل وكان من أهل الصلاح محمود العاقبة حسن السيرة نال ربحا كثيراً لضخامة الفيل وقلة أذى الرائي للناس. ومن رأى: فيلاً أقبل إلى مكان هو فيه فإنه يتحول منه. ومن رأى: أن الفيل كلمه فإنه يؤول على وجهين: إما مصاحبة لرجل أعجمي أو يرى أمراً يتعب منه. وبالمجمل فإن رؤيا الفيل يؤول على سبعة أوجه: ملك أعجمي ورجل لوطي ومكار ورجل ذو قوة وهيئة ورجل حسود وشارب الدم وحرب وخصومة.