رؤيا الفقهاء من رأى فقيهاً عرفه فهو خير وسرور، وإن لم يعرفه فهو رجل طيب يدخل في ذلك الموضع الذي يرى فيه. ومن رأى: أنه صار فقيهاً وكان أهلاً لذلك فإنه حصول عز ورفعة، وإن كان من أهل الولايات فلا بد أن يلي ولاية. ومن رأى: أنه يلبس ملبوس الفقهاء إن كان من أهله فإنه زيادة في فقه، وإن لم يكن كذلك يتلبس بالفقه وطرائفه ويكون قليل المعرفة فيه وقيل شرف وعز وعظمة وقيل تحويل من أمر هو فيه إلى غيره. ومن رأى: أنه صار فقيهاً مؤدباً فإنه يتولى وظيفة يحكم فيها. ومن رأى: أنه يعلم أحداً من الصبيان فإنه يصير في شيء يستفاد منه. ومن رأى: أحد الفقهاء أنه صار غير فقيه فلا خير فيه وقيل إنه يجهل ويترك الفقه. ومن رأى: جماعة من الشهود فإنه يدل على حصول رحمة وقيل أمر حق وقيل محاكمة ولا بأس برؤيا الشهود. وإن رأى شيئاً بمفرده واحتاج إلى من يشهد له فلم يجد غير واحد فإنه يدل على شروعه في أمر يتم بعضه ولا يتم باقيه. ومن رأى: أنه صار شاهداً فإنه يتبع طريق الحق وقيل يشتغل بعلم المغيبات. ومن رأى: أن أحداً يشهد زوراً ويشهد هو فإنه حصول ضرر منه لنفسه ولغيره ولا خير في هذه الرؤيا. ومن رأى: أحداً من الصوفية ونحوهم فإنه زيادة في الدين. ومن رأى: أحداً من الأولياء والصالحين والأبدال والمجاذيب فهو حصول خير وبركة وأمن وقيل خروج من هم وغم إلى فرح وسرور. ومن رأى: أنه تزيا بزيهم وكان أهلاً لذلك فإنه خروج من خوف إلى أمن ومن حزن إلى فرح لقوله تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". ومن رأى: أحداً من المذكورين في هذا الباب وأخبره بأمر فإنه يكون بعينه. ومن رأى: جماعة تباحثوا وتجادلوا، فإن كانت فرقة منهم يرجح قولها على الأخرى فإن تعبيره بضد القضية. ومن رأى: جماعة جمعوا لوليمة، فإن كانت الوليمة معروفة فهو خير وعز وبهاء، وإن كانت مجهولة فإنه حصول أمر مكروه. وبالمجمل فإن رؤيا الوليمة تؤول على عشرة أوجه: مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وصحة من مرض وقدوم غائب وعزاء ميت ووفاء بنذر وضيافة لجماعة. ومن رأى: شيئاً من مسموعات الفقراء فمنهم من يقول أنه جيد لاجتماع الفقراء ومنهم من يقال أنه غير جيد لكونه فيه ملاهياً والله أعلم.