رؤيا الطعام والأكل مجملا أما المطبوخ من أى نوع كان فإنه يؤول على أوجه: فمن رأى أنه يطبخ شيئاً لمريض يوافقه فهو صحة ومنفعة له، وإن لم يكن فتعبيره بضده. ومن رأى: أنه يطبخ شيئاً واستوى فإنه حصول مراد، فإن كان أكل منه كان أبلغ، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى: أنه يطبخ ما يساق في أنواع الخير فهو محمود، وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى: طبيخه مطبوخاً من غير اصطناع فإنه يؤول بالراحة وحسن المعيشة للمثل السائر بين الناس لمن يكون في راحة: طبيخه مطبوخ وماؤه في الكوز وقيل كل طبيخ دسم ويؤكل بالسهولة فهو خير ومنفعة وكل طبيخ يكون بخلافه فتعبيره ضده. وأما اللقمة من سائر المأكولات فإنها تؤول على أوجه: فمن رأى أن أحداً وضع في فمه لقمة لطيفة من طعام طيب حلو فإنه يسمع كلاماً يسره أو يقبله أحد من أقاربه، وإن كانت اللقمة من طعام غليظ فتعبيره ضده. ومن رأى: أنه وضع في فمه لقمة حارة فإنه يدل على وقوعه في بلاء من كلام أحد. ومن رأى: أنه ينال لقمة فأدخلها فمه فتوقفت في حلقه فإنه حصول مصيبة وهم وغم وتعطيل في الأشغال والمعيشة ورؤياه ضد ذلك تعبيره بخلافه. وبالمجمل فإن رؤيا اللقمة تؤول على خمسة أوجه: قبلة وكلام حسن ومال ومنفعة ومقدار ذلك. وأما رؤيا ما يعمل من الحبوب كالعجين والخبز وما أشبه ذلك من أنواع شتى فتقدم تقدم تعبيرها، وقيل اللحم مع المرق مفروغ وطعام الكوامخ كلها هموم وأحزان وأكلها أبلغ. ومن رأى: أنه ابتلع طعاماً بغاية الحرارة دلت رؤياه على نكد معيشته وأكل ما كان لذيذا هو أطيب عيش والشعرة في الأكل هم وحزن وعسر. وأما الطعام الفاسد، فمن رأى أنه يأكل طعاماً فاسداً ويدفع بين يديه طيباً فإنه يأتي حراماً ويترك من النساء حلالاً، وربما كان ثناء قبيحاً. ومن رأى: أنه يلحس أصابعه فإنه يصيب خيراً قليلاً. ومن رأى: أنه يشرب الطعام كالماء فإنه تتوسع عليه معيشته. ومن رأى: أن في فمه طعاماً كثيراً وفيه سعة لإضافته غيره فإن أمره يتشوش عليه وتدل رؤياه على أنه ذهب من عمره بقدر ذلك الطعام وبقي قدر ما في فمه سعة فإن عالج ذلك حتى خلص منه فإنه يسلم. ومن رأى: أنه يأكل ما هو مكروه في علم التعبير ويحمد الله عليه فإنه يخلص من الهم وأكل المخ من أي نوع كان يدل على حصول مال مدخر. ومن رأى: أنه يأكل شيئاً فيه بياض من المطبوخات وغيرها فإنه بهاء وسرور. ومن رأى: أنه يأكل شيئاً مختصاً لا يعرف نوعه فهم وغم، خصوصاً إذا كان قليل الدسم. ومن رأى: أنه يأكل كشكاً فإنه حصول مال قليل بتعب ومشقة، وإذا كان حامضاً جداً فإنه يؤول بالمرض. وأما رؤيا ما يعمل من البيض من المآكل فإنها تؤول على أربعة أوجه: خير ومنفعة وزواج وتغير مزاج وقيل ما يؤكل من البيض المعمول إذا كان بحلو فهو محمود، وإذا كان بحامض فهو مذموم ومنهم من كره أكله لصفرته. ومن رأى: أنه يأكل طعاماً لا دسم فيه وهو يتكره منه فإنه قليل المعيشة وهو يتمنى الموت. وأما التذوق، فمن رأى أنه ذاق شيئاً استلذ به واستطابه فإنه ينال فرحاً وغنيمة لقوله تعالى " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ". ومن رأى: أنه ذاق شيئاً فكره طعمه حتى كاد يغيب عن الصواب فإنه يؤول بالموت لقوله تعالى " فأذاقها الله لباس الجوع والخوف " الآية. ومن رأى: كأنه ذاق شيئاً فوجد طعمه مرا فإنه يطلب شيئاً يصيبه منه أذى. ومن رأى: أنه ذاق شيئاً مجهولاً فإنه يدخل في أمر ما دخله قط. ومن رأى: أنه يأكل في صحفة واستوعب ما فيها أو فرغ ما يأكله من طعام فإنه يؤول بنفاذ عمره. ومن رأى: أنه يأكل طعاماً سواء كان من صحفة أو غيرها وتأخر منه شيء فإنه قدر ما تأخر من عمره فليعتبر ذلك الطعام ويقاس على ذلك. ومن رأى: أنه يلعق وعاء أصابعه فإنه يؤول على وجهين: إما فراغ أجله أو فراغ رزقه من ذلك المكان. ومن رأى: أن فمه ملآن فإنه يؤول بتغير أموره وسقوطه عن حاله. ومن رأى: أن في فمه ما يؤكل وهو يجد سعة لغيره فإنه يؤول بطول العمر وكثرة الرزق. ومن رأى: أنه يمضغ أكلاً فإنه يكثر الكلام، وربما كان بسبب شكاية.