رؤيا الطرح والبرود وألوان الثياب وأما الطرح من الثياب والبرود فإنها تؤول على أوجه: فمن رأى أنه يلبس شيئاً منها فإنه يؤول بخير ومنفعة إذا كانت من قطن وهي نظيفة واسعة، وإذا كانت بضد ذلك فتعبيره ضده، وإذا كانت من حرير وشيء فلا بأس بها وبائعها فإنه يختار دنياه على آخرته. وقيل رؤيا البرود سواء كانت مفصلة أو غير مفصلة فإنها تدل على الخير، وقد روى أن أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله رأيت البارحة كأن على بردى حبرة قال: هما ولدان تحبر بهما. والحبرة تدل على الحبور والسرور والبرد جار مجرى الوشي في التعبير إلا أن الوشي في الدنيا خير منه في الدين وهو في التأويل أقوى من الصوف. ومن رأى: أنه لبس برداً مختلطاً بحرير أو بقطن فإنه دون ذلك، وإن كان حريراً فإنه مال حرام. وأما الزينة بالثياب في الأسواق فإنها محمودة ولا يكون ذلك إلا في أوقات السرور والبشائر، وكذلك إذا كانت في الدور ما لم يكن معها نوع من الملاهي. ومن رأى: أنه يلبس ثياب شتاء في الصيف فإنها تدل على تغيير الحال. ومن رأى: أنه يلبس ثياب الصيف في الشتاء فزيادة خير ومنفعة بقدر قيمة ما لبس. ومن رأى: أنه يلبس ثياب النسوة فإنه زيادة مال مع هم وخوف ولكن تحمد عاقبته وينجو. وإن رأت إمرأة إنها تلبس من ثياب الرجال فإنه يدل على الخير والمنفعة. ومن رأى: أنه لبس ثياباً أحقر من ثيابه فإنه يدل على فساد أموره، وإن كانت أجود من ثيابه فإنه يدل على نظام أموره. ومن رأى: أن عليه ثياب الأكابر فإنه يدل على علو الشأن ومبلغه مبلغ من تنسب إليه تلك الثياب إن كان أهلاً لذلك وإلا فهو خير ومنفعة. ومن رأى: أن له ثياباً من ثياب أهل الفساد فإنه يكون كثير الذنوب وكثير الخطايا. ومن رأى: أنه يلبس الملوك فإنه يؤول على ثلاثة أوجه: التقريب منهم وحصول خير ومنفعة وانتظام أموره وحصول حرمة وعزة. ومن رأى: أنه لبس من ثياب العلماء وكان أهلاً للصلاح فإنه حصول علم وخيري الدنيا والآخرة. ومن رأى: أنه يلبس من ثياب الصوف فإنه يؤول بالحرص على المال. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً الذميين أو الحربيين أو نحو ذلك أو الرفضة فإنه يكون مائلا إلى ما تنسب إليه تلك الثياب. وبالمجمل فإن رؤيا الثياب مطلقاً تؤول على تسعة أوجه: ديانة وغنى وجاه ومنفعة وعيش وعمل صالح وعدل وإنصاف هذا إذا لم يكن فيه ما ينكره على التعبير. وإذا رأت المرأة إنها لبست ما ذكر من الثياب المحمودة فتأويله صلاح أمرها مع زوجها واستقامة أحوالها. وقيل رؤيا ثياب الرجل إذا لبست تؤول بالكسب، وإذا رؤيت الثياب السود فللملك خير وللرعية غم. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً سودا فإنه يصيبه عم وغم وأحزان إلا إذا كان ممن يلبسها في اليقظة ويعرف بها فإن السواد سؤدد وعز وسلطان، وقيل الثياب السود لمن اعتاد لبسها إصابة مكروه وقيل هي للمريض دليل على الموت لأن أهل المصائب يلبسون الثياب السود والثياب الصفر سقم ومرض إلا في ديباج أو خز أو حرير وهذه الأشياء صالحة للنساء وللرجال فساد دين، وقيل إذا رأى المريض أنه يغسل ثوباً أصفر حتى زالت صفرته وظهر بياضه فالثوب يؤول بجسم وصفرته تؤول بسقمه وذهابها بذهابه عنه. ومن رأى: أنه نزع منه ثوب أصفر فإنه خارج عن سقمه ولا يضر به حدث ما يكره في الثوب الأصفر من تمزيق أو نحوه بخلاف جميع الملبوس في اللون. وأما الثياب الخضر ففرح وسرور وتوفيق طاعة لأنها ثياب أهل الجنة لقوله تعالى " عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ". وقيل الثياب الخضر للحي قوة دين وزيادة عبادة وللميت حسن حال عند الله وهي ثياب أهل الجنة لقوله تعالى " ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق " ويدل لبس الخضرة للحي على إصابة ميراث وللميت على أنه خرج من الدنيا شهيداً. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً خضراً فإنه يؤول بالعز والشرف. وأما الثياب البيض فإنها تؤول بحصول المراد، خصوصاً إن كانت نقية، وقيل الثياب البيض صالحة لبسها ديناً ودنيا لمن تعود لبسها في اليقظة، وأما أصحاب الحرف والصنائع فيدل لبسها لهم على العطلة إذ هم لا يلبسون الثياب البيض عند اشتغالهم بالعمل. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً بيضاء نقية فإنه يدل على صلاح دينه وحسن حاله وذهاب همومه لقوله تعالى " وثيابك فطهر ". وأما الثياب الزرق فإنها تدل على حزن من جهة السلطان. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً زرقا فإنه دينه غير حسن. وأما الثياب الحمر فإنها مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإن الحمرة من هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للنساء في دنياهن، وقيل إن لبس الحمرة يدل على قتال شديد ومنازعة شديدة، وقيل الحمرة فرح مع بغي في الدنيا بدليل قصة قارون وقيل إنها تدل على كثرة المال مع منع حقوق الله تعالى فيه ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل إنه يدل في المريض على الموت. ومن رأى: أنه لبسه في عيد أو جمعة لم يضره. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً حمرا فإنه يلقى قتالا ومنازعة، وإن كان أهلاً للولاية نالها، وربما كان فرحاً لقوله تعالى " فخرج على قومه في زينته " وكان لابسا ثياباً حمرا. وقيل رؤيا الحمرة سواء كانت في الثياب أو غيرها فإنها تدل على الصلاح، وربما دلت رؤيا الحمرة في الثوب على السرور. ومن رأى: ثيابه احترقت فإنه يصل إليه مضرة ملك بقدر ما احترق من ذلك. ومن رأى: أن ثيابه ممزقه فإنه يؤول بكشف السر. ومن رأى: أنه يلبس ثياباً من صوف أو وبر أو شعر أو نحو ذلك فمجموع ذلك مال، وإذا كان من حرير أو نحوه فمال حرام والثوب المرقع دليل الفسق. وأما الثياب الوسخة فإنها تؤول بالغم والحزن. وأما الثياب من الكاغد فإنها تؤول بالشناعة ولا خير في ذلك. وأما الثياب من الجلد فإنها تؤول بالخير والمنفعة على قدر ما ينسب له ذلك الجلد والثوب الذي لا خياطة فيه من حيث الجملة من جميع الأصناف يدل على تمام شغل بالدين، وربما كان آخر عمره هذا على وجه والثياب من الخز تؤول بالعز والجاه. ومن رأى: أنه يلبس ثوباً معرجاً فإنه يأتي إمرأة في دبرها. ومن رأى: أنه يفتح ثوباً مطوياً فإنه يدل على السفر. ومن رأى: أنه يطوي ثوباً مفتوحاً فإنه يدل على مجيء غائب من سفره، وقيل الثوب الجديد الأبيض للرجل إمرأة وللمرأة زوج وملك ونعمة ومنفعة، فمن رأى أنه خلع ثوبه عنه إن كان في خدمة ملك فإنه يبعد من خدمته، وإن لم يكن كذلك فإنه يطلق امرأته. ومن رأى: أنه قص ثيابه فإنه يؤول بحصول خير. ومن رأى: أن السارق سلخ ثوبه فإنه يؤول بوقوع فساد بين نسوة، وقيل الثوب ذو الوجهين أو ذو اللونين يدل على مداراة وولاية لأصحاب الدين والدنيا والثياب الجديدة صالحة للغني والفقير وتدل على الثروة والسرور. ومن رأى: أنه لابس ثياباً جدداً فتمزقت لا يقدر على إصلاح مثلها فإنه يسحر، وإن قدر على ذلك فإنه يرزق ولداً والمرتفعة القيمة للعبيد مرض وللأحرار زيادة نعمة والثياب الرقيقة تجدد الدين فإن لبسها فوق ثيابه دلت على موافقة سره علانيته، وربما كانت النية خيراً من الظاهر، وربما نال مالاً مدخوراً والديباج والحرير لا يصلح لبسهما للفقهاء فإنهما يؤولان بطلبهم الدنيا ودعوتهم الناس إلى البدعة، وربما كانت صالحة لغير الفقهاء فإنهم يؤولون بأعمال تستوجب الجنة ويصيب مع ذلك رياسة وتدل أيضاً على التزويج بإمرأة شريفة أو التسري بجارية حسناء فيحتاج المعبر في تعبير ذلك جميعه من حال الرائي. وأما الثياب الوشي تؤول بنيل الولاية لمن كان من أهلها، خصوصاً من أهل الحرث والزرع وعلى خصب السنة لمن يكون من أهلها وهي للمرأة زيادة سرور ومن أعطى وشيا نال مالاً من جهة العجم وأهل الذمة والميسر، وربما تؤول بالسياط. وأما الثياب الممشطة فإنها جاه ورفع صيت ولا بأس بها للرجال وهي جيدة للنسوة وجمعها من غير لبس مال. وأما الثياب الملحمة فمنهم من جعل تأويلها المرأة ومنهم من جعله المال ومنهم من جعله المرض ومنهم من جعل الملحم ملحمة يعني القتال. وأما الثياب الخز فإنها تؤول بالحج واختلفوا في الأصفر منها فمنهم من كرهه، وقيل إن الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والأحمر منه تجدد دنيا. وأما الثياب الكتان فمعيشة شريفة ومال حلال من وجه تحمد عقباه ولم يذم أحد ذلك من المعبرين سواء كانت على الرجال أو النساء ما لم يخالطه شيء من النوع المكروه. وأما الحبرة فإنها تؤول بالحبور وليس فيها إلا الخير، خصوصاً للنسوة. وقيل رؤيا الثياب الخلقة غم، فإن رأى أن له ثوبين خلقين متقطعين لبس أحدهما فوق الآخر دل على موته وتمزق الثياب عرضاً يؤول بإصابة هموم وتمزقها طولاً يؤول بالفرج وذلك بمثابة القباء والدواجي. وإذا رأت المرأة ثيابها خلقة قصيرة افتقرت وهتك سترها وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام والثياب دليل القلب فنظافتها ووسخها يؤول بالقلب فليعتبر ذلك المعبر. ومن رأى: أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها، فإن كان على سفر فهو لا يسافر، وإن كان نوى أمراً لا يتم له. ومن رأى: أنه يبيع ثيابه فهو صلاح له ولا خير فيمن يشتريها، وإن رآها أنه يدفعها عن نفسه فهو زوال فقره. ومن رأى: أنه لبس ثياباً جدداً بعد أن اغتسل فإنه يؤول بزوال الهم والغم ويسلم من أمر مكروه. ومن رأى: أنه يلبس ثوباً محرماً عليه أو مما ينسب للنساء فإنه ينكح حراماً. وأما الثياب المطرزة فإنها تؤول بالهم والغم، وربما كانت شهرة يشتهر بها الرائي، وربما كانت سياطاً يضرب بها خمسة إذا كان من أهل الفساد. ومن رأى: أنه يلبس ثياب النساء، فإن كان عنده حامل فإنها تأتي بأنثى، وإن لم يكن عنده حامل فإنه يصيب ضرر أو خوفا في نفسه ومالاً بقدر شناعتها، وربما كان إصابة زمانة. وأما الرداء الذي يوضع على الكتف فإنه يؤول بدين الإنسان الذي يرتدي به في عنقه والعنق موضع الأمانة، فمن رأى أن عليه رداء حسناً فهو صلاح دينه وحسن إيمانه. وإذا رأى الرداء الذي يضعه على كتفه حسناً فإنه زيادة دين وصحة دين ولا خير في رقيقه.