رؤيا الدنانير وأما الدنانير، قال دانيال: من رأى أن بيده دنانير عددها أكثر من أربعة فإنه يحصل له كراهية من أمر أو يسمع كلاماً ويصعب عليه بقدر كثرة الدنانير، وإذا كان عدد الدنانير معروفاً يكون همه قليلاً. وقال ابن سيرين: إذا كان عدد الدنانير خمسة فإنه يدل على فعل شيء يكون مقبولاً، وإذا كان معه دينار واحد بحيث لا يكون كبيراً ولا صغيراً فإنه يؤول بدار صغيرة حسنة، وإذا كان معه مائة دينار أو ألف دينار فإنه يؤول بحصول علم الاختبار لكن إن كان العدد زوجاً لا فرداً. ومن رأى: أنه أعطى ديناراً لأحد أو ضاع منه دينار فإنه يدل على ذهاب علم منه بقدر ذلك الدينار بحيث لا يكون أكثر ولا أقل منه. ومن رأى: أنه وجد ديناراً فإنه يدل على مصيبة بسبب الولد، وإذا كانت الدنانير كثيرة فإنها تنال بالتعب والمشقة. وأما الدنانير فأمانات تؤدى لقوله تعالى " من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ". ومن رأى: في كفه خمسة دنانير فإنه يدل على إقامة خمس صلوات، وإن ضاعت من كفه فتأويله بخلافه، وإن ضاع اثنان منها فإنه يدل على إضاعة وقتين ويقاس على ذلك ومن وجد دنانير كثيرة ووضعها في موضع محكم فإنه يدل على حفظ أمانة المسلمين. ومن رأى: أنه يضرب الدنانير فإنه يسلك في الفرائض على أوضاعها ويكون مؤدياً حق الناس إياهم. ومن رأى: كأنه يقسم الدنانير بين الناس فإنه يأمر بالمعروف. ومن رأى: أنه وجد ديناراً فإنه يكتب عليه شهادة لأجل أمانة أديت له، وربما كثير من الناس يرى أنه أصاب ديناراً فيصيبه في اليقظة كما رأى. ومن رأى: أن له ديناراً على أحد وجهه اسم الله وعلى الآخرة صورة إن كان مسلماً يرتد عن دينه، وإن كان كافرا يسلم، وقيل إذا كان عدد الدنانير خمسة تدل على خمس صلوات. ومن رأى: أنه أعطى الدنانير لأحد أو ضاعت منه أو باعها أو سرقت منه فإنه يدل على زوال همه وغمه. ومن رأى: أنه أخذ من الدنانير إلى الأربع في العدد أو أعطيت له أو اشترى ذلك فإنه يدل على الجاه والعز وعلو القدر من قبل النسوة، وربما وجد بمقدار ذلك في يقظته. ومن رأى: أنه أصاب دنانير في تراب فأخذها في يده فذابت فإنه يؤول بحصول هم من قبل الوالدة ثم يزول. وقيل رؤيا الدينار الواحد تدل على رجل صالح لقول العرب: لفلان ولد كأنه دينار، وإن كان من أهل الفساد فإنه يؤتمن على مال ويخون فيه لقوله تعالى " ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ". وربما دلت رؤية الدينار إذا كان منقوشاً على حصول ما يكرهه من أهله أو ممن يهمه أمره. ومن رأى: أن ميتاً أعطاه دنانير فقد سلم من الظلم، وإن أراد أن يعطيه ولم يأخذ منه شيئاً فليحذر أن يظلم. ومن رأى: أن ميتاً وعده بدنانير فإنه يريد الظلم. ومن رأى: أنه أصاب دنانير وهي مقصوصة أو ناقصة في الوزن والقدر فهم يسير. ومن رأى: أن بيده دنانير فقلبها ونقدها فوجدها من غير معدن الذهب واستحال لونها فإنه يؤول بحصول هم يحصل بسبب تخيل ثم لا يوجد لذلك التخيل حقيقة ويكون أمره فيه إلى ما ينسب إليه ذلك المعدن في تعبير علم الأصول. ومن رأى: أنه سبك الدنانير فإنه يؤول إن كان مهموماً زاد همه، وربما قصر في صلاحه وجمعها إذا كانت من واحد إلى خمسة وقيل تضييع الدينار يدل على تضييع الصلوات لما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل فقال: يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم أني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها فلم أصب منها غير أربعة فقال: أنت رجل تضيع الجماعات وتصلي وحدك والدنانير الكبيرة أمانات وشهادات وعلوم وولاية. وقيل رؤيا الدنانير تؤول على وجهين: إذا كانت فرداً سواء كانت كثيرة أو قليلة مما لا نهاية له إلى خمسة فليست بمحمودة، وإذا كانت زوجاً فتؤول بدين خالص وعلم نافع.