رؤيا الجنون من رأى أنه مجنون فإنه حصول مال حرام من ربا لقوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون " الآية. وربما دلت رؤيا الجنون على الغنى، وقد أنشد بعضهم في ذلك المعنى شعرا: جن به الدهر فأورثه غنى ... يا ويح من جن به الدهر ومن رأى: أنه صرع من الجنون وغاب من صوابه لا يعلم بنفسه فإنه يكون مكروباً أو مسحوراً أو ينهب ماله أو يحصل له مصيبة وقيل كسوة من ميراث، وربما كان حصول سلطان إن كان من أهله. ورؤيا جنون الصبي مال وغنى لأبيه وجنون المرأة خصب السنة. ومن رأى: مجنوناً يسحبه وهو خائف منه ولم يحصل إليه منه مضرة فهو عدو يكون الرائي في أمان منه. وبالمجمل فإن رؤيا المجنون تؤول على خمسة أوجه: ملك غشوم وحيوان عطوب وإنسان فاسد في دينه ورجال معروفين بلا أدب وعدو وخصوم، فمن رأى أنه حدث من مجنون ما يكره مثله في اليقظة وحصل به مضرة فإنه حصول ضرر من أحد الخمسة المذكورين، وإن لم يصل إليه بسوء فيدل على السلامة والأمن. أما المرأة المجنونة فتؤول بالدنيا فمن رآها مقبلة عليه فإنها سنة مخصبة وقيل دنيا تصيبه، وإن خاف منها كان ما أصابه من ذلك مال وهن فإن أعطته شيئاً فهو خير له وزيادة، وإن رآها مدبرة وهو يتبعها ولم يلحقها فإنه راغب في تحصيل دنيا وهو محروم منها فإن لحقها نال ما يؤمله منها فإن بطشت به ففيه خلاف منهم من قال محمود وقيل مذموم. ومن رأى: مجنونة تسحبه وهو يهرب منها فإنه زاهد في الدنيا وهي مقبلة عليه.