رؤيا الجماع وهو على أوجه: فمن رأى أنه يجامع فإنه يدل على حصول مراده، خصوصاً إن أنزل. ومن رأى: أنه جامع رجلاً فإن المفعول ينال من الفاعل خيراً. ومن رأى: أنه جامع زوجته على عادته فإنه يصلها بالبر والخير، وإن كان جماعه معها في الدبر فإنه يطلب أمراً فيه بدعة ولا يحصل له في مطلبه نتيجة ويكون غير محافظ على السنة. ومن رأى: أنه يجامع أحداً من محارمه فإنه يكون قليل المحبة والشفقة لمن فعل بها، وربما تنقطع مودته عنها، وإن كانت ميتة فإنه يدل على حصول هم وغم، وقيل إن رؤيا ذلك خير للفاعل والمفعول، وربما دل على الحج. ومن رأى: أنه يجامع زوجته وكانت ميتة فلا خير فيه. ومن رأى: أنه يجامع إمرأة ميتة مجهولة فإنه حصول مراد، وقيل الجماع في الأصل يدل على نيل المطلوب وإصابة البغية. ومن رأى: أن الخليفة أو من يقوم مقامه نكحه نال ولاية. ومن رأى: أنه نكح رجلاً أصابه فرح وفرج من الغم. ومن رأى: أنه ينكح رجلاً من غير منازعة فإنه يدل على أن يكون بينهما مودة في ذلك الوقت، وربما نال المنكوح من الناكح خيراً إن عرفه، وإن لم يعرفه فلا بأس به. ومن رأى: أنه ينكح شاباً مجهولاً فإنه نطق بعدله. ومن رأى: أنه افتض بكراً فإنه يملك جارية أو ينكح إمرأة حسنة في تلك السنة. ومن رأى: أن ينكح إمرأة رجل يعرفه فإن ذلك الرجل الذي هو زوج المرأة ينال غنى من جهة امرأته. وقيل من رأى أن أحداً ينكح إمرأته نال الناكح إن كان معروفاً من تجارته نيلته. ومن رأى: أنه ينكح شيخاً مجهولاً وهو يوافقه على ما يأمل به فهو في غاية الحسن. ومن رأى: أنه ينكح ميتاً فإنه يصله بالدعاء. ومن رأى: أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على إنقضاء أجله لقوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم " الآية. وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائباً بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة. ومن رأى: أنه ينكح شيئاً من الحيوان فإنه يصنع معروفاً إلى من يكفره. ومن رأى: أن شيئاً من الحيوان ينكحه فإنه يدل على زيادة مروءته فوق القدرة. ومن رأى: أنه ينكح أحد أبويه من غير إنزال فإنها صلتهم، وإن أنزل فإنه قطع لرحمه. ومن رأى: أنه ينكح عبده أو أمته نال فرجاً وزيادة في ملكه. ومن رأى: أن عبده ينكحه فإنه يستخف به، وكذلك إن رأى أحداً من خدمه. ومن رأى: أنه يطأ إمرأة أصاب أهل بيته منه خيراً وغنى. ومن رأى: أنه يطأ إمرأته وهي حائض فإنها تحرم عليه لقوله تعالى " فاعتزلوا النساء في المحيض ". ومن رأى: أنه يطأ إمرأة ويرى فرجها وكانت تذكر بسوء أصاب خيراً كثيراً وقضيت حاجته، وإن كانت مشهورة بالديانة كان الخير أشد والمرأة الزانية دون ذلك والمجهولة أقوى من المعروفة. ومن رأى: أن قوماً يختلفون إلى زانية فإنهم يجتمعون على عالم يصيبون من علمه خيراً. وقيل من رأى أنه ينكح زانية فإنه إن كان من طلاب الدنيا أصاب مالاً حراماً، وإن كان من أهل الصلاح والخير أصاب علماً وبركة والنكاح دال على بلوغ المراد من دين أو دنيا لأن النكاح متعة ولذة. ومن رأى: أنه افتض جارية أصاب سلطاناً وخيراً. ومن رأى: أنه يطأ جارية سوداء فإنه يصيب هماً ويفرج عنه سريعاً. ومن رأى: أنه يجامع ولا يتمكن من الإنزال فإنه يدل على البحث عن العلوم الصعبة والحكمة الخفية ونحو ذلك، فإن كان قضيبه مرتخيا لا ينتج ما يطلبه. ومن رأى: أنه يطأ بشهوة وقوة فإنه يدل على نجاح مقصده. ومن رأى: أنه يطأ إمرأة نصرانية فإنه يصيب من السلطان مالاً فيه عهد. وقيل رؤيا النكاح تدل على قرة العين وحصول السرور، وربما دل وطء ذات المحارم على الولد الحرام، وربما دل نكاح الرجل لأمه على موته في البلدة التي ولد فيها ولو كان غائباً عنها لما تقدم من الآية وقيل لا يرى ذلك إلا قاطع رحم أو مقصر بحقوقهم، وربما يرجع بعد ذلك. ومن رأى: أن خصمه نكحه فإنه يظفر به. ومن رأى: أنه نكح طفلاً فإنه يرتكب ما لا ينبغي له، وربما دل على النكد وحصول المشقة. ومن رأى: أن رجلاً معروفاً ينكحه فإنهما يتشاركان ويجتمعان على أمر مكروه. ومن رأى: أنه ينكح السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يذهب ماله، وإن فعل به ذلك أصاب خيراً عظيماً. ومن رأى: أنه ينكح دبراً فإنه يأتي أمراً على غير وجه، وقيل إن النكاح في الدبر يدل على طلب أمر عسير لأن الدبر لا يتم فيه نطفة وقيل نكاح البهيمة المجهولة ظفر بالأعداء والمعروفة اصطناع معروف مع غير أهله ونكاح السبع ظفر بالأعداء وتمكن من صاحب سلطان، وإن كان السبع ينكحه فلا خير فيه. وقيل من رأى أن شيئاً من البهائم ينكحه، فإن كان ذا ناب فإنه يصيبه ما يكره من عدوه، وإن لم يكن فلا بأس به. ومن رأى: أنه ينكح شيئاً من الجمادات وكان به مكان يقتضي النكاح فإنه يتعلق بأمر غريب فإن أنزل نال بغيته، وإن لم ينزل فضده. ومن رأى: أنه جامع ووجب عليه الغسل فإن ذلك المنام يبطل بالإنزال لأنه من فعل الشيطان. ومن رأى: أنه يجامع رجلاً معروفاً فإنه يساعده على نيل مطلبه، وإن كان مجهولاً فإنه ينال ظفراً، وربما دل الزنا على الخيانة. ومن رأى: أنه جامع زوجة جاره فلا خير فيه لما ورد في الحديث المشهور.