رؤيا العبادة من رأى أنه يعبد الله تعالى بنوع من أنواع العبادات وهو في ذلك سالك طريق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة. ومن رأى: أنه يعبد ما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك. ومن رأى: في عبادته نقصاناً فهو مقصر في مصالح نفسه. ومن رأى: أنه يتعبد في مكان لا يجوز فيه العبادة فإنه يدل على النفاق. ومن رأى: أنه معتكف فإنه يكون متجنباً أمور الدنيا. ومن رأى: أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه لقوله تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين " الآية. وبالمجمل فإن رؤيا العبادة تؤول على خمسة أوجه: تقرب إلى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الملوك وبشارة ونجاة وظفر بالأعداء. ومن رأى: أنه يستغفر الله يرزقه مالاً وولداً لقوله تعالى " فقلت استغفروا ربكم " الآية. ومن رأى: أنه فرغ من صلاته ثم استغفر الله تعالى ووجهه نحو القبلة فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب منه. ومن رأى: أنه سكت عن الإستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى " وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ". وإن رأت إمرأة يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة. ومن رأى: أنه يقول سبحان الله فإنه تفرح همومه من حيث لا يحتسب. ومن رأى: كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل لما تقدم من قصة يوسف عليه السلام، وربما دل ذلك على إهمال الطاعات لقوله تعالى " نسوا الله فنسيهم ". ومن رأى: أنه يحمد الله تعالى فإنه ينال نوراً وهدى في دينه. ومن رأى: أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة، وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى " واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ". وقيل رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة، وربما رزق ولداً لقوله تعالى " الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل ".