منِ رأى أنّه استغنى فوق قدره المعروف، فإنّه لا يعدم أن يكون قانعاً في معيشته راضياً بما قسم الله له فيها. وكذلك القنوع هو الغنى في التأويل. فإن رأى أنّه فقير فوق قدره المعروف، فإنّه لا يعدم أن يكون ضعيف القنوع بما قسم له من الرزق كالساخط على رزقه، فهو بمنزلة الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والأشراف في الدين، خاصة إذا كان مع فقره ذلك في رؤياه دليل على البر والتقوى. فإن رأى مع فقره عليه ثياباً خلقة، فالأمر في المكروه عليه أشد وأقوى، ولا تكاد تصلح في المنام رؤيا الخلق من الثياب على حال، سيما إذا كان بالياً متقطعاً.