فإن رأى أنّ ملكاً ضرب رقاب رعيته، فإنّه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم. وضرب الرقبة في المماليك، يدل على العتق. وقيل من رأى أنّ رقبته تضرب، إما بحكم الحاكم، وإما بقطع الطريق، وإما في الحرب أو غيره، فإنّ ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيينِ، وكان له ولد، وذلك أنّ الرأس يشبه بالوالدين، لأنّهما سبب الحياة، ويشبه أيضاً بالأولاد من أجل الصورة. فإن رأى ذلك خائف، أو من حكم عليه بالقتل، فهو محمود، لأنّ البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة، ليس يصيبه مرة ثانية. فأما في الصيارفة وأرباب رؤوس الأموال، فإنّه يدل على ذهاب رؤوس أموالهم. ويدل على المسافرين، على رجوعهم، وفي المخاصمين على الغلبة. لأنّ البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء.